نظمان في مسوِّغات الابتداء بالنكرة أحدهـما: لأبي سيف البرعصيِّ (1840-1896م) والآخر: لفالح الظاهريِّ (1842-1910م)
الملخص
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة، ولكن وُجدت في اللغة أمثلة ابتدئ فيها بالنكرة، ولم يعوِّل المتقدِّمون في ضابط ذلك إلَّا على حصول الفائدة، بينما رأى المتأخِّرون أنَّه ليس كلُّ أحد يهتدي إلى مواطن الفائدة، فتتبَّعوها.
وقد خصَّ بعض المتأخِّرين هذه المسألة بالتأليف، نثرًا ونظمًا، وكان من بينهم أبو سيف البرعصيُّ، وفالح الظاهريُّ، اللذان يُعدَّان أنموذجًا لعدد من العلماء الذين أنجبتهم الدعوة السنوسيَّة في القرن التاسع عشر. ونظرًا إلى أنَّ الحركة العلميَّة في تلك الحقبة نالت حظَّها من الإهمال، فإنَّ العناية بكلِّ ما يقع تحت أيدي الباحثين من موروثها العلميِّ، لهو أمر في غاية الأهمِّيَّة؛ ولذلك اتَّجه الباحث إلى تحقيق هذين النظمين ودراستهما، وقد اقتضت طبيعة البحث أن يُقسَّم على مقدِّمة وثلاثة مطالب وخاتمة: خُصِّص المطلب الأوَّل للحديث عن المسوِّغات، واهتمام النحاة بهما. أمَّا المطلب الثاني فتضمَّن التعريف بالناظمين، والمسوِّغات عندهما. بينما خُصِّص المطلب الثالث للتعريف بالمنهج المتَّبع في التحقيق، ووصف المخطوط، ثمَّ النصِّ المحقَّق. وتضمَّنت الخاتمة نتائج البحث وتوصياته.