جودة الإدارة سلوك تطبيقي في الاقتصاد الإسلامي
الملخص
الحمد لله تعالى رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد، فقد اتصف الإسلام بالشمول والسعة ولم يقتصر في تعليماته ورؤيته على فترة وقتية قصيرة بل جاء الإسلام بمنهج شامل للدين والدنيا، فكانت تشريعاته ونظمه سديدة وفريدة، وان النظم الإدارية التي انبثقت من روح هذه الشريعة لعبت دوراً مهماً في تاريخ الحضارة الإسلامية ونجحت في إدارة دول لم تكن الشمس تغيب عنها، وخلال تلك الممارسات الإدارية والاقتصادية لم تكن جودة الإدارة اسلوباً واضحاً يعرفونه ولا فلسفة يدرسونها لكنها الروح التي تسري في جميع نشاطاتهم الإنتاجية؛ لأن دين الإسلام أصر على الاتقان في الشؤون الدينية والدنيوية وحثهم على تجويد كل عمل يقومون به.
إنّ جميع الأعمال التي يقوم بها المسلمون يجب أن تكون عالية الجودة؛ لأنها مراقبة من الله عز وجل في صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، وينبغي أن تكون موافقة للمنهج الإسلامي الذي يتميز بالإتقان والإحسان مما يجعله أفضل المناهج وأسماها وأعلاها رقياً، ومن بين تلك المناهج المنهج الاقتصادي.
أهمية البحث وأهدافه: إن الإدارة وجودتها وما يرتبط بسائر خصائصها وأهدافها تكتسب أهمية كبيرة في تنظيم حياة الإنسان التكاملية لتحقيق أهدافه التي يرغب بها عبر حركته الدنيوية، والجانب الاقتصادي من أهم الجوانب الحياتية التي تفتقر إلى إدارة الجودة للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة، ويسعى البحث إلى تفعيل المحاور الآتية:
- إبراز أسبقية الدين الإسلامي المتمثلة بالقرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة على النتاج البشري وإدارة جودة حياته في الأنظمة الحياتية كافة ومنها النظام الاقتصادي.
- استلهام إدارة الجودة من الهدايات القرآنية والسُنة النبوية في السلوك التطبيقي الاقتصادي.
منهج البحث: تم الاعتماد على المنهج الوصفي لما يرتبط بموضوع إدارة الجودة في الفكر الإسلامي وكيفية توظيفها في الاقتصاد الإسلامي كسلوك تطبيقي.
فرضية البحث: صلاحية الجودة المذكورة في سور القرآن الكريم والسُنة النبوية عن إدارة الجودة يصلح كمعايير للقياس على إدارة الجودة في الاقتصاد الإسلامي.
مشكلة البحث: إن تصارع الفلسفات والمفاهيم الفكرية واستحواذ المعرفة والفلسفات المعاصرة غيّب الدور الرائد للدين الإسلامي ونظرياته في مجالات الحياة كافة ومنها النظام الاقتصادي.
إن محاور الدراسة الحالية تبحث فاعلية جودة الإدارة في الإسلام، وإنها سلوك تطبيقي يمكن البناء عليه والخروج بأطر وأفكار تتفاعل مع العالم المعاصر وفلسفاته في كل جوانب الحياة ومنها الجانب الاقتصادي، وقد تضمن البحث مبحثين كان الأول عن المفاهيم العامة لمبادئ الجودة أما الثاني فعن جودة الإدارة في ظلال الاقتصاد الإسلامي ثم جاءت الخاتمة وقائمة المصادر والمراجع والملخص باللغتين العربية والإنجليزية، والله تعالى أسأل أن يكون نافعا لي وللناس أجمعين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.